الخاتم السحري

كان يا ما كان في قديم الزمان، عاش حرفي كسول في قرية جبلية صغيرة لكنها ساحرة للغاية. لم يكن معروفًا بلطفه كثيرًا. كان اسمه أليكس. على الرغم من أنه كان نحات خشب ممتاز، إلا أنه كان يميل غالبًا إلى التسويف وتجنب العمل. ومع ذلك، كان أكبر عيوبه أنه لم يكن يساعد الآخرين إلا إذا كان هناك مصلحة له.

في صباح مشمس، بدأ أليكس في نحت عربة مزخرفة، لكنه سرعان ما فقد الاهتمام قبل إتمام العمل بفترة طويلة. بينما كان يتكاسل في ظل ورشته، ظهر عند بابه مسافر متجول. كان المسافر يحمل خاتمًا لامعًا، وادعى أنه يمتلك قوى سحرية. قال لأليكس:

“أيها الحرفي الماهر، أرى أنك نحات بارع. أرجوك أن تصلح عصاي القديمة التي تكاد تنكسر إلى نصفين، وفي المقابل سيكون هذا الخاتم مكافأتك.”

تردد أليكس. لم يكن يعطي العصا أهمية كبيرة، لكن الخاتم بدا ثمينًا. في النهاية، وافق على الصفقة وقام بإصلاح العصا بسرعة. ومع ذلك، عندما وضع الخاتم في إصبعه، فوجئ. لقد كان يتألق بشكل جميل، لكنه شعر فورًا بطاقة غريبة تنبعث منه.

في غضون دقائق، بدأ الخاتم يضيق حول إصبعه. صوت ناعم لكنه حازم صدر منه:

“استمع إليّ جيدًا، يا أليكس! متى كانت آخر مرة قمت فيها بكنس نشارة الخشب عن الأرض؟ أمسك بالمكنسة وابدأ العمل، وإلا سأضيق أكثر وأكثر!”

كان أليكس بالكاد يصدق ما يسمعه، لكن ضغط الخاتم أصبح لا يُحتمل. لم يكن لديه خيار سوى الامتثال. بحلول الوقت الذي أصبح فيه ورشته تلمع بالنظافة، خف الضغط عن الخاتم. ولأول مرة، شعر أليكس بشعور بسيط من الرضا الذي نادرًا ما كان يختبره.

في تلك الليلة في المنزل، عندما استرخى أخيرًا، تحدث الخاتم مرة أخرى:

“ألا ترى الفوضى هنا؟ اغسل الصحون ونظف المنزل، أو غدًا صباحًا سأضغط عليك أكثر!”

بدأ أليكس يفهم تدريجيًا أن الخاتم سيتوقف عن تعذيبه فقط إذا حافظ على نظافة وترتيب محيطه. وبحلول الوقت الذي انتهى فيه، كانت بيته وورشته يلمعان. سرعان ما لاحظ القرويون تغييرًا في أليكس. أصبح الآن يساعد الآخرين عن طيب خاطر ويحافظ دائمًا على ترتيب مكانه.

في يوم من الأيام، جاءت أم شابة إلى ورشته تطلب منه نحت عربة لعبة لطفلتها. بدأ أليكس العمل بحماس، وهذه المرة وجد متعة في مساعدة الآخرين دون الحاجة إلى دفع من الخاتم. أصبحت العربة اللعبة المفضلة للطفلة، وكافأت الأم أليكس بسخاء.

في صباح أحد الأيام، اختفى الخاتم، لكن أليكس لم ينسَ أبدًا الدرس الذي علمه له: اللطف والاجتهاد والنظافة تجعل الحياة أكثر سعادة. لا يزال القرويون يعجبون بعمل أليكس وغالبًا ما يروون قصة الخاتم السحري الذي غير حياته.